موريتانيا وطريق التنمية والحداثة حواجز الساسة ودواعي البقاء ؟!
موريتانيا تملك أسباب ومقومات النهوض ومتطلبات التنافس العلمي الجاد، على حجز مقعد متقدم بين الدول الإفريقية الواقفة على عتبة النهضة، والانطلاق نحو الحداثة والتنمية الشاملة، تمتلك موريتانيا الموقع الجغرافي الاستراتجي، والتنوع السكاني، مصدر الإثراء والحيوية، وتمتلك كل أساسيات الموارد الاقتصادية المطلوبة، ويدفعها التحدي البشري والإقليمي والقاري، وحاجيات ودواعي الوعي الشعبي الأساسي المطلوب في حده الأدنى لبناء الدولة، وتحديات العولمة ومتطلباتها، وضرورات البقاء والوجود .
نهضة الأمة في صلاح وتجرد قادتها، وتعطيل نموها وفساد حالها لا شك في فساد قادتها، وإسناد أمرها وتدبير شأنها للمتصدرين الفاسدين المضلين، وفي العصر الحديث اتفق العلماء والخبراء والعقلاء من غير المتعلمين، أنه لا تنمية لأي شعب ولا نهضة لأية أمة دون بسط روح ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ الكاملة ﻓﻲ ممارسة التسيير الإﻧﺘﺨﺎب ﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ، وﺣﻴﺎﺩ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ، ﻭﻀﻤاﻦ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
وهذا هو عين ما يسمى في علوم الإدارة والسياسة بإحياء وتفعيل السياسة الحقّيقة بالممارسة الفعلية النزيهة، ضمن الضوابط القانونية الواضحة المتعارف عليها، وخصوصاً لدى المسئولين في السلطة التنفيذية، والشعبية، وخارجهما على حدّ سواء، واعتبار ذلك من مقومات وعوامل تفادي الحروب والمآسي وتغلّيب الطابع السياسي المرتكز على المنطق والعقلانية التي تحفظ كرامة الإنسان كمخلوق بشري له حقوق وعليه موجبات، والابتعاد عن صنوف المظالم التي ظل على الدوام يُسبّبها تحكّم القوي بالضعيف، ومنطق وسياسة ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد .
سادتي في السلطة والمعارضة، محاورين وغير محاورين، تعال بينا إلى موقف سواء، ومنهج قسط نرفع فيه عن بلادنا ذاك “الفيتو” الظالم الممارس في حقها، من قبلنا، نحن لا غيرنا، وفي هذه المرحلة الحرجة واللحظة المفصلية، ولنمنح وطننا ومواطنينا حرية كاملة غير منقوصة ولا موجهة تسمح لهم بممارسة حقهم في الاختيار والانتخاب، ونمنح مؤسسات الدولة والقائمين على إدارتها حيادا عن الانغماس في الفعل السياسي يمنحهم التقدير والاحترام ويعلي من شأن مؤسسات الدولة، ويصونها ويزكيها، ونختار جهازا إداريا يشرف على كل عمليات الإحصاء والانتخاب، يكون أعضاؤه من خيرة العدول عندنا والمبرئين من الميل أو الانحياز أو تحندق، إلا لوطنهم وعملهم، والتكن الكفاءة والنزاهة هما معيار الاختيار لمن يتقدم للانتخاب، ولينتخب الناخب من يريد كائنا ما كان، ومن هنا سننطلق بالبلد نحو الحداثة والحرية والعدالة والتنمية، ولن تمضي دورة انتخابية إلا وقد جلسنا على مقعدنا من بين النمور الخمسة في القارة الإفريقية المنتظرين ؟
لبات ولد الشيخ باتلي إطار بالوكالة الوطنية للإحصاء والتحاليل الديموغرافية والإقتصادية